أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

حين جلست أمام يوسف؛ الطفل يوسف عامر جندية، الناجي الوحيد من عائلته التي قضت في مجزرة 13 أكتوبر 2023، في معهد الأمل بغزة، شعرتُ بأنني أمام طفل لم يخرج بعد من دوامة الصدمة: عينان تائهتان، وصوت خافت كما لو كان يحكي فصول الألم دون أن يدرك تمامًا حجم الكارثة التي مرت فوق رأسه الصغير. كنت أعرف أنني في مواجهة لحظة حساسة جدًا، لا يمكن أن تُختصر في إجراء مقابلة صحفية مجردة مع طفل صغير لا يزال تحت وطأة الصدمة. في كل سؤال كنت أحاول طرحه على يوسف، حاولت ألا ألمس وجعه أو أزيد من ألمه، بينما كانت مشاعر الخوف تلاحقني طوال الوقت خشية تجاوز حدود ما يستطيع تحمله. كان كل جزء في المقابلة يشكل تحديًا نفسيا لي: كيف أقدم له مساحة للتعبير دون أن أضغط عليه؟ كيف أوازن بين ما يفرضه دوري أنا الصحفية وبين رغبتي في حمايته من أوجاعه التي لم تلتئم بعد؟ وهل من الأخلاقي إجراء المقابلة أصلا؟ والحقيقة أنها لم تكن مجرد أسئلة وأجوبة، بل صراعًا داخليًا مستمرًا بين المهنية والعاطفة.

الطفل يوسف عامر جندية، الناجي الوحيد من عائلته التي قضت في مجزرة 13 أكتوبر 2023
الطفل يوسف عامر جندية، الناجي الوحيد من عائلته التي قضت في مجزرة 13 أكتوبر 2023 (خاص)

توازن صعب

38 ألف طفل يتيم و14 ألف أرملة أصبح مصيرهم في غياهب المجهول إثر جرائم متتالية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في قطاع غزة. لم يكن هؤلاء مجرد أرقام، بل قصصا حتّمت عليّ بصفتي صحفية مستقلة توثيقها خاصةً في معهد الأمل بغزة.

كانت هذه القناعة تدفعني للكتابة، ليس فقط من باب الواجب المهني، بل لأنها التزام أخلاقي وإنساني، لأن قصصهم جديرة بالبقاء. في كل مرة جلست فيها مع طفل فقدَ والديه استحضرت كلمات الدكتور الشهيد رفعت العرعير:"إن كان لا بد من أن أموت، فعليك أن تعيش أنت لتروي حكايتي."

واليوم، في غزة، نحمل على عاتقنا مسؤولية نقل هذه الأمانة، نحن جيلها وشهودها وضحاياها. نسرد للعالم حكاية هؤلاء الأطفال، لتظل أصواتهم شاهدة على الحقيقة، وعلى صمود شعب لم تنكسر روحه رغم كل شيء.

فالصحافة، في جوهرها، ليست مجرد أداة لنقل الحدث، بل وسيلة لإعادة الاعتبار للضحايا، وتوثيق الألم والأمل معًا في عالم يزدحم بالأخبار، لكنه غالبًا ما يغفل عن الجانب الإنساني للأحداث. وفي هذا السياق، تبرز القصة الصحفية الإنسانية باعتبارها أهم الفنون الصحفية التي تتيح تجاوز حدود الخبر التقليدي، وتعتمد على السرد الإنساني العميق الذي يمكّن القارئ من فهم الواقع بصورة أكثر شمولية.

كانت تجربتي في تغطية قصص الأطفال في معهد الأمل للأيتام زاخرة بالمعرفة وكذلك التحديات؛ حيث تطلبت توازناً دقيقاً بين المصداقية المهنية والالتزام بالمعايير الأخلاقية للصحافة الإنسانية.

على المستوى الإنساني، كان التعامل مع الأطفال يتطلب حساسية خاصة؛ فهم ليسوا مجرد مصادر صحفية، بل أرواح تحمل قصصًا تستحق أن تُروى بكرامة واحترام. لذا، كان لا بد من بناء علاقة قائمة على الثقة، مع الحرص على حمايتهم من أي ضرر نفسي قد ينجم عن المقابلات أو السرد الصحفي.

أدركت أن الصحفي يتقاطع مع آلام شعبه ويعيش تفاصيلها. لذلك  من الضروري أن يقدّم سردا مؤثرا وموضوعيا دون الوقوع في فخ الإثارة العاطفية أو التوظيف غير الأخلاقي لعناصر القصص التي يغطيها؛ فالمسؤولية الصحفية تفرض تقديم صورة واقعية دون مبالغة، مع الالتزام بمعايير النزاهة والدقة.

على المستوى الإنساني، كان التعامل مع الأطفال يتطلب حساسية خاصة؛ فهم ليسوا مجرد مصادر صحفية، بل أرواح تحمل قصصًا تستحق أن تُروى بكرامة واحترام. لذا، كان لا بد من بناء علاقة قائمة على الثقة، مع الحرص على حمايتهم من أي ضرر نفسي قد ينجم عن المقابلات أو السرد الصحفي.

لم يكن الأمر سهلاً، فقد واجهت تحديات نفسية أيضًا؛ ذلك أن بعض القصص كنت بحاجة لاستيعابها أولاً ثم الكتابة عنها، وهذا كان يتطلب وقتًا إضافيًا. لم يكن هدفي فقط تسليط الضوء على معاناتهم، بل منحهم الفرصة ليكونوا هم الرواة الحقيقيين؛ ينقلون أحلامهم ومخاوفهم وتفاصيل حياتهم التي تعكس أبعادًا إنسانية تتجاوز حدود الأسماء والصور.

تكمن أهمية القصة الصحفية الإنسانية في قدرتها على خلق وعي مجتمعي حول قضايا الأطفال الأيتام؛ لأنها لا تقتصر على سرد المعلومات فقط، بل تضع القارئ في قلب الحدث؛ ليعزز ذلك فهمه وتعاطفه مع الشخصيات التي تتناولها القصة. القصة الصحفية ليست انعكاسًا للواقع فحسب، بل جسرٌ يمتد بين من يعيشون المعاناة ومن يقرؤون عنها؛ ليشعروا بها ويدركوا أبعادها، وربما يتحركون لأجلها.

هذه التجربة تجاوزت كونها إضافة إلى خبرتي الصحفية؛ فقد غيرت نظرتي إلى الحياة، تعلمت أن الصحافة ليست مجرد نقل للحدث، بل هي وسيلة لفهم الإنسان خلف الخبر. رأيت في عيون الأطفال شغفًا بالحياة رغم قسوة الظروف، وأدركت أن لكل طفل قصة تستحق أن تُروى بطريقة تحترم تفاصيلها وتعكس حقيقتها.

هذه التجربة تجاوزت كونها إضافة إلى خبرتي الصحفية؛ فقد غيرت نظرتي إلى الحياة، تعلمت أن الصحافة ليست مجرد نقل للحدث، بل هي وسيلة لفهم الإنسان خلف الخبر. رأيت في عيون الأطفال شغفًا بالحياة رغم قسوة الظروف، وأدركت أن لكل طفل قصة تستحق أن تُروى بطريقة تحترم تفاصيلها وتعكس حقيقتها.

 

قصص إنسانية

لم تقتصر تغطيتي على إبراز معاناة الأطفال فقط، بل سلطت الضوء على أحلامهم وطموحاتهم، لا سيما في مجال التعليم وسط الوضع الراهن في غزة؛ فالتعليم في المعهد يركز على المرحلة الثانوية "التوجيهي" لأهميتها الخاصة في حياة الطلاب. ومع ذلك، يواجه الطلاب تحديات كبيرة، بدءًا من نقص الأساسيات مثل: الكراسي والفصول الدراسية والقرطاسية، ووصولًا إلى ضيق المساحة وندرة الورق، إضافة إلى التكلفة الباهظة للطباعة وغياب التقويم السنوي للتعليم. ورغم هذه العقبات، يصرّ الطلاب على الحضور يوميًا، حاملين كراسيهم من مسافات بعيدة لاستكمال دراستهم.

أتذكر دائما المشرفة التربوية الأستاذة سلوى حلس، التي ألهمتني بعبارة "ما في أصعب من أن تربي طفلة لمدة 10 سنوات وفجأة تستشهد هي وأخوتها. هذا الشيء كفيل يخليكِ أحن مع الأطفال، وتعملي حساب الكلمة مع الطفل قبل ما تتكلمي"  هذه الكلمات كانت تذكيرا قويا لي بأهمية العناية بالكلمات في التعامل مع الأطفال.

من بين الذين تركوا في نفسي أثراً عميقًا، تلميذة ذات 16عاما، فقدت كل أفراد عائلتها في الحرب، لتظل الناجية الوحيدة. ورغم الإصابات البليغة التي تعرضت لها، تمكنت من حفظ القرآن الكريم كاملًا خلال تلك الفترة، وقد تبنّى المعهد حالتها بمتابعة خاصة مع أخصائية نفسية؛ لمساعدتها على تخطي محنتها وتأمين بيئة تعليمية وداعمة لها، ليس فقط على المستوى الأكاديمي بل النفسي أيضًا. هذه الطالبة تمثل نموذجًا للصمود؛ حيث إن التعليم بالنسبة لها كان وسيلة للبقاء والتعافي وسط الظروف القاسية التي عاشتها.

خلال تغطيتي الميدانية للمأساة الإنسانية، شعرت بثقل المسؤولية التي لا يمكن تجاهلها بصفتي صحفية مستقلة. كان اللقاء مع الطفل يوسف عامر جندية، الناجي الوحيد من عائلته التي قضت في مجزرة 13 أكتوبر 2023، لحظة لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي. يوسف البالغ من العمر 11 عامًا فَقَدَ والده والدته وخمس شقيقات في تلك اللحظة المروعة. منذ بداية الحرب، كان يقيم في المعهد، واليومَ بعدَ رحلة علاج طويلة في مستشفى الشفاء، يحاول أن يستعيد شيئًا من حياته الطبيعية ويستكمل دراسته.

لم يغب عن ذهني أبدًا دور التعليم في حياة يوسف رغم معاناته. سألت إدارة المعهد عن كيفية متابعة دراسته في ظل حالته النفسية؛ لأعرف أن المعهد يوفر خيمًا تعليمية للأطفال النازحين، وأن يوسف يظهر حرصًا كبيرًا على مواصلة تعليمه؛ فلا يتغيب عن أي حصة دراسية. كان التزامه بالعلم رسالة أمل وسط هذا الخراب.

أمام كل كتابة صحفية، أجد نفسي في حيرة عميقة: كيف يمكنني أن أصف ما لا يُوصف؟! كيف يمكنني أن أقول ما لا يُقال عن أطفال فقدوا كل شيء؟! هذا يضعني في صراع داخلي مستمر بين المهنية والعاطفة، وأمامَ قدرة اللغة على التعبير عن واقع يفوق حدود الكلمات.

 أثناء حديثي مع يوسف سألته بلطف:

"لو في شي نفسك يرجع متل ما كان قبل الحرب، شو هو"؟

ساد صمت طويل. نظر يوسف بعيدًا ثم أجاب:

"يرجع بابا وماما وخواتي كلهم..."

توقف قليلًا، أخذ نفسًا عميقًا وأضاف:

"...وترجع المدرسة."

ثم نظر إليّ مرة أخرى:

"...بدي أصير متل بابا، طبيب."

اليوم، تتكفل مدرسة دار الأرقم بتعليم يوسف، بالإضافة إلى إشراف المعهد على حالته النفسية ورعايته الكاملة، من خلال برامج دعم نفسي وإرشاد تربوي. ورغم كل الألم، ما زال هناك أمل وأحلام كبيرة لطفل لم يتجاوز بعد صدمة الفقدان، ولكنه يسعى بثبات لاستعادة جزء من حياته التي فقدها.

وفي المعهد نفسه، حيث يتلقى يوسف الدعم والرعاية، كانت إسلام عاطف جندية، 25 عامًا، أرملة وأمّ لثلاثة أطفال، انتقلت إليه بعد أن فقدت زوجها ووالده في هجوم صاروخي على الحرازين-الشجاعية. تقول إسلام: "كنت في منطقة الحرازين بالشجاعية عندما استهدفتنا صواريخ متتالية. كان زوجي ووالده معنا، واستشهدا على الفور في تلك اللحظات المروعة. بعد تلك التجربة القاسية، انتقلت أنا وأطفالي إلى معهد الأمل للأيتام بتاريخ 17 فبراير 2024. لكن حتى في المعهد، لم نكن في مأمن؛ إذ تعرضت أجزاء من مباني المعهد للقصف بينما كنا موجودين هناك، فزاد هذا من صعوبة الوضع الذي كنا نعيشه."

سألتها: ما هي التحديات التي تواجهينها في غياب زوجك؟ وكيف تتعاملين مع أطفالك لتوفير جو آمن لهم؟

أجابت إسلام: كل شيء صعب. لا يوجد شيء يمكن أن يعوض غياب الأب. كثيرًا ما يسألني أولادي، خاصة طفلتي ذات السنوات الثلاثة والتوءم اللذين يبلغان ست سنوات: ماما، وين بابا؟ فأجيبهم: بابا في الجنة. الحمل كبير، ولهذا قررت استكمال دراستي الثانوية (التوجيهي) في المعهد، حتى أتمكن من توفير حياة أفضل لأطفالي.

سألتها: هل تشعرين أنك ستتجاوزين هذه المرحلة؟

أجابت إسلام: "آه، لازم أتجاوزها. ما في خيار ثالث. الكهربا مش متوفرة دائمًا، بالإضافة لالتزامات الأطفال وتربيتهم. المسؤولية كبيرة، لكن رح أبقى أحاول؛ لأنه التعليم للبنت قوة."

أمام كل كتابة صحفية، أجد نفسي في حيرة عميقة: كيف يمكنني أن أصف ما لا يُوصف؟! كيف يمكنني أن أقول ما لا يُقال عن أطفال فقدوا كل شيء؟! هذا يضعني في صراع داخلي مستمر بين المهنية والعاطفة، وأمامَ قدرة اللغة على التعبير عن واقع يفوق حدود الكلمات.

إن تغطية القصص الصحفية الإنسانية للأطفال الأيتام في معهد الأمل بغزة لم تكن مجرد تجربة مهنية فحسب، بل كانت رحلة إنسانية أثْرت رؤيتي لدور الصحافة في خدمة القضايا المجتمعية.

مقالات ذات صلة

القصص الإنسانية الصحفية.. البحث عن التعاطف والتأثير

افتتاحية الغارديان كانت واضحة: إن ما يجلب تعاطف الأوربيين مع القضية السورية، ليست أرقام القتلى، بل القصص المأساوية التي روتها الصحافة العالمية. هكذا، تفقد المعطيات الجامدة قيمتها لحساب القصة في الحروب والنزاعات.

هشام بو علي نشرت في: 26 مايو, 2021
العدوان على غزة.. القصص الإنسانية التي لم ترو بعد

خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، كان الصحفيون مشغولين بالتغطية الآنية للأحداث، وأمام شدة القصف لم يكن سهلا "العثور" على القصة الإنسانية التي يمكن أن تستثير التعاطف أو تحدث التأثير.

محمد أبو قمر  نشرت في: 7 سبتمبر, 2021

المزيد من المقالات

المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025
شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة كما اغتال مئات الصحفيين في غزة، لكنها لا تزال مؤثرة في المشهد الصحفي الفلسطيني والعالمي، ولا تزال تغطياتها الميدانية على مدار سنوات، تشكل درسا مهنيا للصحفيين، ووثيقة تدين الاحتلال إلى الأبد.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 23 فبراير, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025
الصحفيون الفريلانسرز.. تجارب عربية في مواجهة "الحرس القديم"

في الأردن كما في لبنان ما يزال الصحفيون الفريلانسرز يبحثون عن الاعترافيْن النقابي والقانوني. جيل جديد من الصحفيين إما متحررين من رقابة مؤسسات وسائل الإعلام أو اضطرتهم الظروف للعمل كمستقلين يجدون أنفسهم في مواجهة "حرس قديم" يريد تأميم المهنة.

بديعة الصوان, عماد المدولي نشرت في: 12 فبراير, 2025
العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات اللبنانيات أشكالا مختلفة من العنف الرقمي يصل حد التحرش الجنسي والملاحقات القضائية و"المحاكمات الأخلاقية" على وسائل التواصل الاجتماعي. تحكي الزميلة فاطمة جوني قصص صحفيات وجدن أنفسهن مجردات من حماية المنظمات المهنية.

فاطمة جوني نشرت في: 9 فبراير, 2025
الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025